أَبكي وأذْرِفُ دمعاً حارقاً ودِمَا... وأستغيثُ على حالي بِمَنْ كَرُمَا
صُهيونُ قطَّع أوصالي ومزَّقني ... وفرَّق اليوم منِّي السَّاق والقَدَمَا
تُلْقَى القنابلُ في صدري فتَتْرُكُني... مُنهَدَّةً كيف لا والبيتُ قد هُدِمَا
فها أنا صِرت ثَكْلَى بل وأرْمَلةً... يتيمةً مِنْ أبٍ في بيته رُدِمَا
صُهيونُ ذَا صَنَمٌ ضَخْمٌ بأعيُنِكُم... لكنَّنِي أبداً لنْ أعبدَ الصَّنَمَا
كلا ولا أنحني ذلاً لسَطْوَته... ولن تُسَفِّلَ عيني عيْنُ مَن ظَلَمَا
إنَّ اليهودَ خنازيرٌ وإنْ ظَهَرَت... فِي شَكْلِ إنْسٍ وَدِيعِ النَّفسِ مَا أَثِمَا
بالأمسِ لم يَرْقُبُوا في مُسلمٍ ذِمَمًا... واليومَ لا يحفظونَ العهدَ والذِّمَمَا
بالنَّار أُكْوَى عَلَى بثِّ مباشرةً ... ولا تُحِسُّون لي كيَّاً ولا ألمًا
أناشد العُرْبَ والإسلام مُوقِنَةً... أنَّ اللَّياليَ والأيّامَ قد عَزَمَا
أناشد الشَّعبَ والحكَّامَ والأُمَرَا... وأرْتَجي رؤساء القوم والعُلَمَا
تحرَّكوا أيُّها الحكَّامُ وانْتَفِضُوا ...ولا تكونوا بأَيْدِي الغَرْبِ مَحْضُ دُمىً
هيهات صهيونُ أنْ يُثني عزائِمَكُم... وإنَّما صمْتُكُم مَنْ أنزلَ النِّقمَا
إذا اشتكى العُضوُ بات الجسمُ في سَهَرٍ... والجسمُ إنْ سَلِمَتْ أعضاؤُه سَلِمَا
فلا حليبٌ ولاخُبزٌ ولا حُقَنٌ ولا دواءٌ...بها ذا الشَّعبُ قد رُحِما
أمْ قد جَهِلْتُمْ وشعبِي سوفَ يعذُرُكم... وهَلْ سيُعْذَرُ ذُو جهلٍ بِما عُلِمَا
إنْ تخْذِلُـــوني فإنِّي غَيرُ آبهـة... مادام شعبي بِربِّي لاذَ واعتَصَمَا