في عرض البحر …… موجةً صغيرة أخذت تتمايل يمنةُ ويسرة
مع حركة الرياح وأخذت تتذكر ما كانت تسمعه من قصص عن البشر
فدفعها الفضول لتراهم وقررت الذهاب الى الشاطئ فتوجهت نحو الشرق
وأخذت تسير وكلها أمل بأن ترى البشر
وتسألت كيف يكون شكلهم وماذا يفعلون هناك في اليابسة
وظلت تفكر وهي مندفعة جهة الشرق وأملها الوحيد أن ترى البشر
بدأت الشمس بالمغيب وأخذت تغوص في البحر رويداً رويدا
حتى إختفت وظهر القمر بدراً…………………
اخذت الموجة الصغيرة تتأمله بإعجاب شديد
بينما هي تسير في عرض البحر أحست بهبوب رياح قوية
دفعتها أكثر جهة الشرق وبدأت الغيوم تتجمع وحجبت ضوء القمر
وأصبح الليل حالك السواد كئيباً والرياح تنذر بهبوب عاصفة قوية
وفجأةً لمع برق قوي تلاه صوت الرعد الذي بدد سكون الليل
ولكن الموجة الصغيرة لم تستسلم وواصلة المسير نحو هدفها
وبدأت الامطار بالهطول بغزارة وأستمرت لساعات طويله حتى منتصف الليل
وتوقفت الامطار وبعدها تفرقت السحب وظهر وجه القمر من جديد منورا
ً يبعث السعادة في وجه كل من يراه
وأخذت الموجة تسير مسرعة نحو هدفها
ولا شئ يقف في طريق تحقيق حلمها
وبينما هي تفكر وتسير مسرعة مرت الساعات
وأنقضى الوقت سريعاً وأختفى ضوء القمر
وبدأ شروق الشمس من جديد وبدأت أشعة الشمس الذهبية بالأنتشار
وبدأت طيور النورس بالظهور وأخذت تحلق عالياً في السماء
وتطلق أصواتها الجميله لتخبر القادمين من البحر أن الشاطئ صار قريباً جداً
فأحست الموجة الصغيرة بسعادة غامرة
وأخيراً سوف يتحقق حلمها وترى البشر
فأخذت تسرع أكثر وأكثر
وبدأت ترى اليابسه وترى الشاطئ ورأت السفن راسيه بقرب الشاطئ
وعرفت أن البشر هناك أقتربت أكثر من الشاطئ
ورأت طفلاً يلعب ويجري وراء كلبٍ صغير فتلهفت لرؤية الطفل عن قرب
فأتجهت نحوه بسرعة كبيرة وعينيها لا تفارق الطفل وهو يجري ويلعب
وأخذت تسرع أكثر وأكثر وكلها أمل أن تحتضن الطفل الصغير وتلعب معه
وبينما هي مسرعه متجهه نحو الطفل لم تنتبه لتلك الصخور أمام الشاطئ …
صخور سوداء كئيبه مكشرةً عن أنيابها بإنتظارها
وفجأه أصطدمت الموجة الصغيرة بالصخور بقوة
وتناثرة رذاذً تطاير مع الرياح
وتناثرة معها أمالها وأحلامها
وأخر شئ سمعته هو صوت ضحكة بريئة …
ضحكة طفل صغير
أحس بسعادة كبيرة وقد أحاط الكلب بذراعيه الصغيرتين
بعد أن تعب من الركض وراءه حتى إستطاع أن يمسك به
ويطبع قبلةً رقيقه على رأسه …………………
وهكذا هي حياة البحر ………
موجة تتحطم وتأتي موجةً بعدها لا تدري شيئاً عن حال الموجة التي قبلها
والصخور شامخه في مكانها مكشرةً عن أنيابها بإنتظار موجةً أخرى ……… موجةً صغيرة
مما راق لي